المنتدى السعودي للإعلام- نافذة متجددة على عالم الإعلام المتسارع.
المؤلف: حمود أبو طالب10.06.2025

في عالمنا المعاصر، تتناثر الملتقيات الإعلامية هنا وهناك، إلا أن قلة قليلة منها تعنى بالشمولية في استعراض مختلف قضايا الإعلام الزاخرة، ومواكبة التطورات المتسارعة في التقنيات الحديثة، والغوص في المحتوى المتشعب، والتمعن في الجوانب القانونية والأخلاقية، بالإضافة إلى سن التشريعات اللازمة لضبط التدفق الهائل لوسائل الإعلام المتنامية. فليس هناك مجال اليوم إلا ويرتبط بالإعلام ارتباطاً وثيقاً، سواء كان ذلك في الاقتصاد، أو السياسة، أو الثقافة، أو الفكر، أو التنمية، أو التربية والتعليم، وغيرها من مناحي الحياة المتنوعة، ليصبح الإعلام بذلك حلقة الوصل المحورية، والقناة الرئيسية التي تنقل كل الأحداث والمستجدات في هذه المجالات المتعددة إلى الجمهور العريض.
ومن بين هذه المنتديات النوعية النادرة التي تشهد نمواً وازدهاراً ملحوظاً، يبرز "المنتدى السعودي للإعلام" الذي انعقدت دورته الرابعة قبل أيام. والحقيقة أن هذا المنتدى يتجاوز توقعاته باستمرار، في سباق محموم نحو التميز، وذلك لسبب جوهري، وهو أنه يُعقد في بلد يشهد نهضة شاملة على كافة الأصعدة، لتحقيق أهداف رؤية طموحة وغير مسبوقة في التاريخ الحديث، تستلزم وجود إعلام رفيع المستوى يليق بها، وينقل للعالم أجمع إشعاع وتألق هذا الحراك المتسارع. وهذا ما نشهده بالفعل في إعلامنا الوطني، الذي تحول من الرتابة والنمطية إلى الديناميكية والحيوية والمبادرة، مع وعي عميق بأهمية الدور المنوط به. إعلام تحرر من قيود التقليد، وانطلق نحو آفاق الابتكار والإبداع، ليصبح قادراً على التأثير الفعال.
إن من حضر فعاليات النسخة الرابعة من المنتدى، قد يتبادر إلى ذهنه أنها النسخة العشرون أو العاشرة على أقل تقدير، وذلك لما شهده من تنوع هائل في المحتوى المقدم، والمشاركات الرفيعة المستوى من مختلف أنحاء العالم، سواء على الصعيدين المحلي والإقليمي، والخبرات الدولية القيمة في شتى مجالات صناعة الإعلام، فضلاً عن التنظيم المتقن والفعاليات المصاحبة الثرية، والمعرض الإعلامي الضخم الذي أقيم بالتزامن مع فعاليات المنتدى.
لقد بات منتدى الرياض للإعلام فعالية عالمية مرموقة تجذب الأنظار إليها كل عام، على الرغم من حداثة عهده، وأصبح من أهم الفعاليات الدولية التي تحتضنها الرياض، بل لا نبالغ إذا قلنا إن الرياض هي عاصمة الإعلام التي تتجه إليها الأنظار بذهول وإعجاب، لما تشهده المملكة من تطورات متسارعة، وللأدوار الهامة والمؤثرة التي تضطلع بها في المجتمع الدولي، من أجل تحقيق السلام والاستقرار، وتعزيز الشراكات المثمرة والتعاون البناء بين الدول. لكل هذه الأسباب وغيرها الكثير، نثمن جهود القائمين على إعلامنا الوطني، الذين نتشارك معهم المسؤولية والطموح الكبير لمواصلة مسيرة التحديث والتطوير الإعلامي الذي يستحقه هذا الوطن المعطاء.